الأربعاء، 11 نوفمبر 2015

تأملات في الإسلام -2-


 

ــــــــــ عندما نتأمل النصوص القرآنية وخاصة قوله تعالى :" اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا "

 وقوله صلى الله عليه وسلم "إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتا ، فأحسنه و أجمله إلا موضع لبنة من زاوية ، فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له ويقولون : هلا وضعت هذه اللبنة ، فقال : أنا اللبنة ، وأنا خاتم النبيئين "نتأكد أن هذا الدين هو صيرورة موغلة في القدم منذ أن خلق الله أدام عليه السلام إلى عهد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم و أن ما استقر عليه الإسلام من أحكام وتشريعات و أخلاق ضابطة  ليس بمعزل عن التطور التاريخي وتطور الأمم ونضجها ،  وإنما هو نتيجة لهذه الصيرورة وهذا التطور " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " .
ـــــــــــــ والحقيقة الثانية هي أن الشرائع السماوية مصدرها واحد هو الله تعالى  و أن مهمتها واحدة وأن ليس هناك قطيعة وبالتالي رسالتها واحدة هي توحيد الله تعالى وعدم الشرك به ولهذه الرسالة ما لها من معاني جليلة وتجليات عظيمة و تمثلها في الحياة والعمل بها لوحدها كافي لرفع هذا الإنسان إلى مستوى يليق به ويجرده من كل أشكال العبودية والمهانة والخضوع للغير ، وهي رسالة {أي التوحيد } تتجاوز التفسير القاصر الذي دأب عليه بعض العلماء عندما حرصوا على تخليص الاعتقاد من الشركيات فقط و تغافلوا  - عن غير قصد أو بقصد من بعض - تخليص الذات الإنسانية والكرامة الإنسانية من الاستغلال والاحتقار والتمييز وهذا هو الركن الأساسي في التوحيد حتى أكاد أقول {التوحيد كرامة الإنسان}.
ــــــــــــ والحقيقة الثالثة خاصة عند التأمل في الحديث الثاني و أنت تستمتع ببيان الرسول صلى الله عليه وتتدبر في أساليبه تقف مع تشبيهه صلى الله عليه وسلم نفسه والأنبياء من قبله ببيت بناه رجل فأحسنه و أجمله ، وهذا التشبيه له دلالات ومعاني جمة ، فالبيت هو مكان الراحة والاطمئنان والسعادة ، وهو مكان يستظل فيه الإنسان من حر الشمس ومن هطول الأمطار ، وفيه ينام هنيئا مطمئنا وهو مأوى الخائفين وستر العالمين .....و لا طالما وقف العلماء مع هذا الحديث واشتغلوا ببيان مكانة محمد صلى الله عليه من بين الأنبياء والرسل السابقين وتناسوا الوقوف مع هذا التشبيه الرائع ، فالارتماء في أحضان الرسالة والدخول تحت ظلها هو كمن يدخل بيتا جميلا وحسنا ليس بحثا عن الراحة والطمأنينة و إنما للراحة والطمأنينة والسعادة فمجرد الدخول هو حصول المطلوب ، فالدخول إلى بيت النبوة والرسالة هو السعادة نفسها هو الستر والراحة ومن لم يستشعر بذلك فليعلم أنه أخطأ العنوان وتاه في الطريق ، أو أنه لا يعرف دور البيوت ومهامها فهو في بيته تعيس وفي الشقاوة يتقلب
...


هناك تعليق واحد:

  1. تحية طيبة للاستاد الفاضل علال المدني حفظه الله ورعاه

    ردحذف

نرحب بتعليقات الزوار الكرام، كما ندعوهم إلى إبداء ملاحظتهم وإقتراحتهم قصد تطوير المدونة.
رأيكم يهمنا في تطوير هذا المنبر وشكرا.