الأربعاء، 11 نوفمبر 2015

تأملات في الإسلام :-1-



من كلام  مولانا جلال الدين الرومي  في قواعد العشق الأربعون "إن الطريقة التي نرى فيها الله ما هي إلا انعكاس للطريقة التي نرى فيها أنفسنا. فإذا لم يكن الله يجلب إلى عقولنا سوى الخوف والملامة، فهذا يعني أن قدرًا كبيرًا من الخوف والملامة يتدفق من نفوسنا. أما إذا رأينا أن الله مفعمًا بالمحبة والرحمة، فإنا نكون كذلك  ”.         

  ******

تراودني أفكار بين الفينة والأخرى عن حقيقة الإسلام والغرض من وجوده أصلا ، أتساءل هل وجود الإسلام والإيمان جاء ليحمي الإله و ليحقق له وجوده و يستمر في رفاهيته ونعيمه ، أم أن الإسلام جاء ليحمي هذا الإنسان ويحقق أماله و يسكنه في طمأنينة وسعادة ، أم أن إله الإسلام مثل زيوس جاء بالإسلام ليعذب الناس وينقلهم من سعت الحرية إلى ضيق القيود والأوامر .

تساؤلات قد لا يطرحها الكثير منا وقد يتعجب منها البعض لكن حقيقة نحن معاشر المسلمين نعيش الإسلام أمما شتى منا من يعتقد أن الله في حاجة إلى أفعالنا وطقوسنا، ومنا من يعتقد أن هذه التكاليف والأوامر والنواهي عقوبة إلهية يحاسب بها الإنسان جزاء ما فعله أبونا أدام تماما مثل عقاب إله الموت زيوس لسيزيف ، وهو ما ينعكس على حقيقة الاستخلاف والعبادات والتعمير بل على حياة المسلم نفسه ، فتذيب كل المقولات و العبارات الحياتية التي كان المصطفى صلى الله عليه وسلم وصحابته يرددونها في الشدة والرخاء تعبيرا عن جوهر هذا الدين ...

ــــــ لا هذا ولا ذاك ، الله ليس في حاجة إلى عباده حتى يحصل على اعتراف وجوده ولن يزيد ذلك شيء في صفاته ،هو غني عن العالمين وهو الكمال بذاته لا يعتريه النقص ولا يحتاج لأحد ،و إذا كان هذا ربنا في كماله المطلق والمتعالي فكيف له أن يختار العذاب لعباده وهو من حاجج الملائكة دفاعنا عنا عندما وسمتنا بسفك الدماء والإفساد بينما وسمنا هو بالعلم وعلمنا الأسماء كلها ، وحبب إلينا الإيمان وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان ، ومن الإيمان مساعدة الناس والدفاع عنهم و أداء الأمانات والتبسم في وجوههم وإماطة الأذى عن الطريق ومن الفسوق الكذب والاعتداء على عباده وسرقة أموالهم وتنكيد حياتهم ......

  فالمنطلقات تحكم في النهايات و التصورات الأولية محددات أساسية لانعكاس المتصور في الواقع ، واعتقاد أن الإسلام تكاليف عقابية يفسد نشوة الإيمان وحلاوته ، ويقلبه من مؤثر إيجابي و عامل راحة وسكينة إلى مؤثر سلبي وعامل شقاوة وتعاسة ينغص الحياة ويرهق القلب ....

انظروا وابحثوا عن الله في أنفسكم " وهو معكم أينما كنتم " واكتشفوا عظمته وقدرته في أعماق أعماق أنفسكم ، ارحموا أنفسكم واسعدوها فأنتم إن فعلتم تسعدون ربكم ... ، انظروا إلى الله فهو أمامكم انظروا إليه في الإنسان الخليفة ....

ابحثوا عن الله في هذا المخلوق العظيم المعقد التركيب ابحثوا عن الله وعن ذواتكم وأنتم تتمسكون بجوهره واعلموا أنه يعلم كل صغيرة وكبيرة من أحاسيسكم ونظراتكم فابتسم له من أعماق نفسك لأنك في النهاية تبتسم لنفسك و لوجودك فيه . فكل واحد منا فيه من الآخر بقدر ما بث فيه من قبس الوجود و الأصل الأول ....

الله لا يجوع لكن يجوع عباده فيجوع لجوعهم ولكنه لا يمرض لكن يمرض عباده فيكون عندهم ينتظر الزائرين والمواسين ليزوره في عبده وهو عنده .... العبودية لله بالحق تكون للإنسان الخليفة في الأرض الذي سخر له ربه السموات والأرض وما فيهن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نرحب بتعليقات الزوار الكرام، كما ندعوهم إلى إبداء ملاحظتهم وإقتراحتهم قصد تطوير المدونة.
رأيكم يهمنا في تطوير هذا المنبر وشكرا.