الأربعاء، 11 نوفمبر 2015

لقطات من حياة مجهول


".....كهذا توالت الأيام في الأشهر الأخيرة جاء الصيف بعد فاجعة الموت وحمل معه مصائب أخرى ، جعلت حرارة الصيف نارا وهموما ومآسي ورغم ذلك دب الصيف وانسللنا منه كما تنسل الشعرة من العجين ، كنت لوحدي في هذه الدوامة ليس لي ما " أوسده و أتكئ عليه " ذهبت من لو كانت معنا لما وقع شيئ ...وعندها حل موسم العمل والكل يحج إلى مكانه موشحا بوسام الاهتمام والعناية وهو ما لم يحفل به فكان وحيدا شريدا يردد مرحبا بك ياحياة ومرحبا بك ياغد فعلامة شؤمك وتعاسة أيامك لم تعد خافية وما أمضيت لن يكون أبدا أخف مما يأتي ...
حل العيد والعيد بالأهل يكتمل وبالأبناء يتزين لكن هيهات هيات أن تترك لك الحياة بسمة في كتاب حياتك ، فكان العيد وهو وحيدا بين الجموع والناس بأبنائهم مبتهجون وبسنة إبراهيم فرحون ولكن حاله حال إبراهيم قبل أن يفديه ربه بكبش عظيم ، فذبح ابنه بدل أن يذبح ذبيحته ... وعندما يمر العيد فلن يبقى هناك عيد ولن تكون هناك بسمة ولن تكون هناك رحمة فكلنا قرابين هذا البؤس وعلى الصبر أن يصبر على صبرنا فيأتي يوما ويقسم أن صبرنا غلب صبره ...
دوامة حياته اختلطت بحرب تعيشها أمته ، وتفكك أوصالها كما تتفكك حياته إلى أشلاء فهل لوطن عودة بعدما تكالبت عليه الأمم و تآمرت عليه مكوناته، ما أشبه الأوطان بالأفراد.....
................... مقتطف من رواية "حياتي" لكاتب مجهول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نرحب بتعليقات الزوار الكرام، كما ندعوهم إلى إبداء ملاحظتهم وإقتراحتهم قصد تطوير المدونة.
رأيكم يهمنا في تطوير هذا المنبر وشكرا.